موضوع الندوة " الليبرالية ما لها و ما عليها " وجهات نظر
قالت الكاتبة سلوى بكر في بداية حديثها :
أنه كانت معترضة بصفتها كاتبة و روائية أن تتحدث عن أمر آخر غير الأدب ، إلا أنها وجدت أن موضوع الندوة شديد الحضور جدآ و لم تنكر أن بعض أصدقائها قد نصحوها بعدم الذهاب إلى مركز إبن خلدون خاصة بعدما أعلن الدكتور – سعد الدين ابراهيم عدم عودته مرة أخرى إلى مصر إلا بعد أن ترفع الدولة يديها عنه و قالت أنها لا تأخذ الناس بالأقاويل .
ثم دخلت في موضوع الندوة و قالت يجب أن نتناول المنهج الفكري الليبرالي بمدى إحتياجنا إليه و قالت أن البعض أصبح يبشر بالليبرالية و أنها هي الحل القادم للأمم خاصة بعد سقوط الإتحاد السوفيتي و دول المنظومة الشيوعية في أوربا الشرقية و فشل
مشروعات اليسار العربي و الإتجاهات القومية العربية و إتضاح ما يطلق عليه الأخطاء السبعة للناصرية و هي " حل الأحزاب السياسية – فتح السجون و المعتقلات – التوسع الكمي في التعليم - تفتيت الأرض الزراعية بموجب قانون الإصلاح الزراعي – حرب اليمن – تأميم الصحافة – نكسة 67 " و المشكلة الأكبر أن المثقفون قد إنتقلوا إلى مقاعد الليبرالية المريحة و التي تتوائم مع المتغيرات العالمية الجديدة ، و ما تقدمه من متغيرات للمجتمعات الفقيرة ناهيك عن المغريات المالية و العينية و التي نقلت العديد من ممثلي هذه البلدان من مواقع إجتماعية دنيا إلى شرائح إجتماعية عليا ربما لم يحلموا بها يومآ أو يظنوا أنهم سينتقلون إليها بهذه السرعة .
و تستكمل : إن التساؤل عن الليبرالية يبقى مشروعآ بل و ضرورة ضمن إطار التساؤل عن أساليب تهدي إلى النهضة الوطنية و لا يمكن تصور مشروع نهضة دون النظر إلى جانبه الثقافي فقبول ثقافة الإختلاف و التعدد و وضع معايير قيمية بين الحرية الشخصية و الحرية العامة ، ربما كان الشق الأصعب لأي مشروع نهضوي و الليبرالية هي نمط يمكن فرضه و يمكن تعميمه .
فالليبرالية أولآ و أخيرآ هي منهج و أسلوب إقتصادي قام منذ بداية التنظيم الإقتصادي الكلاسيكي ، على أساس حرية السوق و حرية التجارة و على ضوء ذلك تمت منجزات هائلة قلبت حياة البشر رأسآ على عقب ليس في أوربا فقط أي المكان الذي نشأت و ترعرعت فيه الليبرالية و لكن على مستوى العالم كله و قد كان الجانب السياسي لهذه الليبرالية يقوم على اساس التعدد الحزبي و الإنتخابات الحرة المباشرة ، هناك عشرات الكتب التي تتناول اللليبرالية سواء بمنهجها السلبي أو الإيجابي و التي يمكن الرجوع إليها غير أن ما يعنينا هنا هو التساؤل حول الليبرالية كمنهج و إذا كان هذا التساؤل يبدو ملتبسآ للبعض غير أنه يعكس تساؤلآ مشروعآ حول تنفيذ الليبرالية لمطالب المجتمع المصري .
لقد إشتركت الليبرالية منذ نشأتها بأمرين " حركة الإستعمار المعتمد على فكرة الهيمنة و إستخدام المواد الخام في البلدان المستعمرة تبريرآ لإستخدام قوى العمل الإنساني " و الأمر الثاني " العنصرية العرقية و القائمة على النبذ و الإحتقار منذ حركة الإحتلالات الكبرى في القرن التاسع عشر و التي احتلت بموجبه عدة دول لا تتجاوز أصابع اليد بمساحة أكبر لخريطة العالم تحت دعوى الليبرالية و التاريخ الدموي لهذه الليبرالية لا زال يسيطر حتى الآن في كثير من بقاع العالم كما يحدث الآن في أفغانستان و العراق كل يوم و التي جاءت الجيوش الأمريكية إليها تحت مظلة الليبرالية لتحرير العراقيين من دكتاتورية صدام حسين السياسية !
إن حرية التجارة و حرية السوق ظلتا هما السمتان الأساسيتان التي حافظت غليها الليبرالية منذ قرنين و حتى الآن و هي محصلة أستلهمت التدخل العسكري حينآ و التخل الإقتصادي حينا آخر مستخدمة في ذلك مؤسسات المجتمع الدولي لتخدم على هذه الليبرالية كالبنك الدولي و صندوق النقد الدولي و نتاج دول يطلق عليها نامية طبقا للبنك الدولي و صندوق النفد الدولي و مصطلح نامية هو مصطلح خبيث يتوائم مع الليبرالية الجديدة المتوحشة الفارضة التصنيعية عبر الشركات العملاقة متعددة الجنسيات و التي ظللت العالم كله بظلالها السوداء المسماة بالعولمة و كذلك في مصر منذ تطبيق اتفاقية السوق و حرية التجارة و التي انتهت بتطبيق اتفاقية الجات و اتفاقية الكويز مرورآ بإعادة هيكلة الإقتصاد و بيع القطاع العام و تقليص الإنفاق الحكومي على القطاعات الخدمية كالصحة و التعليم .
إن الأيادي السوداء لليبرالية تتجلى على هذا المجتمع فلقد تدنى مستوى دخل الفرد على نحو مريع و انتشرت البطالة و تراجع لتعليم كما و كيفا و بات نوع من الرفاهية لا يقدر عليه إلا الأغنياء و تراجعت عملية التصنيع حتى بالنسبة للصناعات الخفيفة .
بل إن إنتعاش تيارات سلفية دينية معادية للنساء أولآ إنما جاء ضمن هذا الإطار و الإبتعاد عن موقع المواطنة إلى مواقع أخرى ضمن تحسين العمل الإجتماعي القديم كي تظل المرأة مفعولآ به يقتصر دورها على وظائف الحمل و الإنجاب و العمل المنزلى المنحط و المتتبع لتصريحات إسماعيل رمزي كاظم مسؤل الجهاز المركزي للمحاسبات خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي يلمس ببساطة مدى الإرتباط بين السياسات الحكومية المنفذة لتعليمات البنك الدولي و بين ما صرح به الرجل من ضرورة عودة المرلأأة إلى البيت و التصريح لها بالعمل لأيام معدودة إذا كانت ستظل عاملة !
لقد طمست حرية التجارة و حرية السوق هويات قومية و أددت إلى إستقبال هويات ثقافية عديدة كانت في النهاية نوع من الغنى الإنساني الرائع كما أنها دمرت البيئة .
و تفاصيل تدمير الليبرالية على كوكبنا الأرضي و هي تفاصيل مأساوية و طريفة في أن معآ و يكفي أن أشير هنا إلى أن غابات إستوائية دمرت بالكامل في أندونيسيا كي تستخرج منها الفلة لتنظيف الأسنان تجوب في عبواتها البلاستيكية لموائد عالم الليبرالية الجديدة .
إن الليبرالية في التهاية خطوة إلى الوراء لا يمكن أن تكون منهجآ أو أسلوبا ينتهجه الباحث عن مشروع نهضة حقيقي لهذا البلد الذي هو مصر .
أنه كانت معترضة بصفتها كاتبة و روائية أن تتحدث عن أمر آخر غير الأدب ، إلا أنها وجدت أن موضوع الندوة شديد الحضور جدآ و لم تنكر أن بعض أصدقائها قد نصحوها بعدم الذهاب إلى مركز إبن خلدون خاصة بعدما أعلن الدكتور – سعد الدين ابراهيم عدم عودته مرة أخرى إلى مصر إلا بعد أن ترفع الدولة يديها عنه و قالت أنها لا تأخذ الناس بالأقاويل .
ثم دخلت في موضوع الندوة و قالت يجب أن نتناول المنهج الفكري الليبرالي بمدى إحتياجنا إليه و قالت أن البعض أصبح يبشر بالليبرالية و أنها هي الحل القادم للأمم خاصة بعد سقوط الإتحاد السوفيتي و دول المنظومة الشيوعية في أوربا الشرقية و فشل

و تستكمل : إن التساؤل عن الليبرالية يبقى مشروعآ بل و ضرورة ضمن إطار التساؤل عن أساليب تهدي إلى النهضة الوطنية و لا يمكن تصور مشروع نهضة دون النظر إلى جانبه الثقافي فقبول ثقافة الإختلاف و التعدد و وضع معايير قيمية بين الحرية الشخصية و الحرية العامة ، ربما كان الشق الأصعب لأي مشروع نهضوي و الليبرالية هي نمط يمكن فرضه و يمكن تعميمه .
فالليبرالية أولآ و أخيرآ هي منهج و أسلوب إقتصادي قام منذ بداية التنظيم الإقتصادي الكلاسيكي ، على أساس حرية السوق و حرية التجارة و على ضوء ذلك تمت منجزات هائلة قلبت حياة البشر رأسآ على عقب ليس في أوربا فقط أي المكان الذي نشأت و ترعرعت فيه الليبرالية و لكن على مستوى العالم كله و قد كان الجانب السياسي لهذه الليبرالية يقوم على اساس التعدد الحزبي و الإنتخابات الحرة المباشرة ، هناك عشرات الكتب التي تتناول اللليبرالية سواء بمنهجها السلبي أو الإيجابي و التي يمكن الرجوع إليها غير أن ما يعنينا هنا هو التساؤل حول الليبرالية كمنهج و إذا كان هذا التساؤل يبدو ملتبسآ للبعض غير أنه يعكس تساؤلآ مشروعآ حول تنفيذ الليبرالية لمطالب المجتمع المصري .
لقد إشتركت الليبرالية منذ نشأتها بأمرين " حركة الإستعمار المعتمد على فكرة الهيمنة و إستخدام المواد الخام في البلدان المستعمرة تبريرآ لإستخدام قوى العمل الإنساني " و الأمر الثاني " العنصرية العرقية و القائمة على النبذ و الإحتقار منذ حركة الإحتلالات الكبرى في القرن التاسع عشر و التي احتلت بموجبه عدة دول لا تتجاوز أصابع اليد بمساحة أكبر لخريطة العالم تحت دعوى الليبرالية و التاريخ الدموي لهذه الليبرالية لا زال يسيطر حتى الآن في كثير من بقاع العالم كما يحدث الآن في أفغانستان و العراق كل يوم و التي جاءت الجيوش الأمريكية إليها تحت مظلة الليبرالية لتحرير العراقيين من دكتاتورية صدام حسين السياسية !
إن حرية التجارة و حرية السوق ظلتا هما السمتان الأساسيتان التي حافظت غليها الليبرالية منذ قرنين و حتى الآن و هي محصلة أستلهمت التدخل العسكري حينآ و التخل الإقتصادي حينا آخر مستخدمة في ذلك مؤسسات المجتمع الدولي لتخدم على هذه الليبرالية كالبنك الدولي و صندوق النقد الدولي و نتاج دول يطلق عليها نامية طبقا للبنك الدولي و صندوق النفد الدولي و مصطلح نامية هو مصطلح خبيث يتوائم مع الليبرالية الجديدة المتوحشة الفارضة التصنيعية عبر الشركات العملاقة متعددة الجنسيات و التي ظللت العالم كله بظلالها السوداء المسماة بالعولمة و كذلك في مصر منذ تطبيق اتفاقية السوق و حرية التجارة و التي انتهت بتطبيق اتفاقية الجات و اتفاقية الكويز مرورآ بإعادة هيكلة الإقتصاد و بيع القطاع العام و تقليص الإنفاق الحكومي على القطاعات الخدمية كالصحة و التعليم .
إن الأيادي السوداء لليبرالية تتجلى على هذا المجتمع فلقد تدنى مستوى دخل الفرد على نحو مريع و انتشرت البطالة و تراجع لتعليم كما و كيفا و بات نوع من الرفاهية لا يقدر عليه إلا الأغنياء و تراجعت عملية التصنيع حتى بالنسبة للصناعات الخفيفة .
بل إن إنتعاش تيارات سلفية دينية معادية للنساء أولآ إنما جاء ضمن هذا الإطار و الإبتعاد عن موقع المواطنة إلى مواقع أخرى ضمن تحسين العمل الإجتماعي القديم كي تظل المرأة مفعولآ به يقتصر دورها على وظائف الحمل و الإنجاب و العمل المنزلى المنحط و المتتبع لتصريحات إسماعيل رمزي كاظم مسؤل الجهاز المركزي للمحاسبات خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي يلمس ببساطة مدى الإرتباط بين السياسات الحكومية المنفذة لتعليمات البنك الدولي و بين ما صرح به الرجل من ضرورة عودة المرلأأة إلى البيت و التصريح لها بالعمل لأيام معدودة إذا كانت ستظل عاملة !
لقد طمست حرية التجارة و حرية السوق هويات قومية و أددت إلى إستقبال هويات ثقافية عديدة كانت في النهاية نوع من الغنى الإنساني الرائع كما أنها دمرت البيئة .
و تفاصيل تدمير الليبرالية على كوكبنا الأرضي و هي تفاصيل مأساوية و طريفة في أن معآ و يكفي أن أشير هنا إلى أن غابات إستوائية دمرت بالكامل في أندونيسيا كي تستخرج منها الفلة لتنظيف الأسنان تجوب في عبواتها البلاستيكية لموائد عالم الليبرالية الجديدة .
إن الليبرالية في التهاية خطوة إلى الوراء لا يمكن أن تكون منهجآ أو أسلوبا ينتهجه الباحث عن مشروع نهضة حقيقي لهذا البلد الذي هو مصر .